توقعات كثيرة تشير إلى أن الاقتصاد التركي يزحف بقوة نحو الأسوأ، ليدخل بالفعل في أوضاع كارثية مع انهيار جديد للعملة في مقابل الدولار الأميركي. وخلال التعاملات اليومية وصلت العملة التركية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند حوالى ثماني ليرات للدولار.
وسبق أن لوحت واشنطن بفرض عقوبات بسبب منظومة الصواريخ "إس-400" التي اشترتها تركيا العام الماضي، لكنها لم تستخدمها حتى الآن. وتصاعدت أيضاً أخطار فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي، بعد أن أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن القرارات المتخذة، خلال قمة للاتحاد في وقت سابق هذا الشهر، غير كافية لتجاوز الخلافات الدائرة مع اليونان وقبرص بخصوص الحقوق البحرية.
وبينما فقدت الليرة التركية 30 في المئة من قيمتها في مقابل الدولار بنهاية العام 2018، ما رفع التضخم إلى أعلى مستوياته خلال 15 عاماً، واصلت العملة التركية نزفها منذ بداية العام الحالي، لتفقد حوالى 2.55 ليرات من قيمتها في مقابل الدولار الأميركي، الذي كان يساوي 5.45 ليرات في بداية العام، لتشهد خسائر تقدر نسبتها بحوالى 32.5 في المئة منذ بداية العام الحالي، بعدما سجل سعر صرف الورقة الأميركية الخضراء مستوى ثماني ليرات في تعاملات اليوم.
في الوقت نفسه، تفاقمت أزمة البطالة في تركيا على نحو حاد، وسط غياب الأفق في حلول للأزمة الاقتصادية التي انعكست على مناحي الحياة كافة، إذ أظهرت بيانات رسمية حديثة أن معدل البطالة في تركيا استقر عند مستوى 13.4 في المئة خلال الفترة من يونيو وحتى أغسطس الماضيين، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، مع ارتفاع نسبة المشاركة في قوة العمل، فيما تواصل تداعيات "كوفيد-19" التأثير على العمالة.
تعليق