على مدى عشر سنوات، لم يكف أحد عن التساؤل عن سر حياة البذخ لقائد حزب النخبة رشيد الغنوشي، مع عائلته وأبنائه وأصهاره.
وقد تجاوزت الأسئلة حدود ألسنة الخصوم التقليديين والأصوات المعارضة، إلى أن وصلت إلى أبناء الحركة الإسلامية في تونس وأصدقاء الغنوشي بالأمس.
صرحت مصادر مطلعة أن بعض القيادات المحسوبة على حركة النهضة وقعت على عريضة تطالب راشد الغنوشي بكشف مصادر ثروته الطائلة.
وأوضحت أن العريضة المقدمة تطالب بإبعاد صهره رفيق عبدالسلام من المسؤوليات الحزبية وكل الخطط السياسية في الحركة.
وليست الأولى التي يمثل فيها صهر الغنوشي عنوان فساد مالي؛ حيث وقع وصفه في رسالة قديمة (أطلقها القيادي الإخواني زبير الشهودي) بالفئة الفاسدة والمفسدة.
وبحسب المصادر فإن ثروة الغنوشي تتقاطع مصادرها مع أموال التنظيم الدولي للإخوان، وتغذيها شبكات التهريب وتبييض الأموال في المنطقة.
وبينت هذه المصادر المقربة من حركة النهضة أن حصة رئيس البرلمان التونسي من الريع الإخواني قد تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار.
ويقود الغنوشي إمبراطورية من الشركات الاقتصادية والإعلامية من وراء الستار، يساعده في ذلك صهره رفيق عبدالسلام وابنه معاذ، وفقاً للمصادر نفسها.
مظاهر الثراء الفاحش دفعت رفقاء دربه إلى الاستقالة وتضمينها بنصوص تشهر إمبراطورية الظل التي تقودها عائلة الغنوشي.
لم يتوقف نزيف الاستقالات داخل حركة النهضة، فبعد انسحاب عبدالفتاح مورو (أحد مؤسسي إخوان تونس) واستقالة عبدالحميد الجلاصي (الرجل الثاني)، وابتعاد زياد العذاري (الأمين العام) واستقالة أكثر من 100 قيادي في مختلف المحافظات، كتب العربي القاسمي أحد المقربين من الغنوشي رسالة فضح فيها فساد التنظيم.
القاسمي قال عبر حسابه على فيسبوك موجها كلماته إلى حركة النهضة: "هذا فراق بَيْني وَبَيْنِك.. لقد تراجع خزّاننا الانتخابي بشكل رهيب ولم يتفاعل النّافذون بما يوقف النّزيف ويجبر الكسر".
وتابع: "لقد أنتجت النهضة لوبيات مصلحية انتهازية تغلغلت في مواقع القرار فانحرفت به عن غاياته وفرضت الوصاية على آلياته وسخّرته لخدمة غير الوطن".
وهذه شهادة من داخل البيت الإخواني تثبت، حسب العديد من المتابعين، مدى إجرامية هذه الحركة في تونس التي تقاطعت حولها الأموال المهربة والإرهاب والمخططات الإقليمية التدميرية.
ويرى مراقبون أن ثراء الغنوشي جاء على حساب الملايين من التونسيين الذين يعانون البطالة والفقر والعجز على مجابهات الأزمات الاقتصادية التي تسببت فيها الحكومات الإخوانية المتتالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق