حركة النهضة تعيش على وقع الانقسام بين أبناء الحركة الإسلامية في تونس، حيث وقعت بعض القيادات المحسوبة على حركة النهضة على عريضة تطالب راشد الغنوشي بكشف مصادر ثروته الطائلة، وتطالب العريضة المقدمة بإبعاد صهره رفيق عبدالسلام من المسئوليات الحزبية وكل الخطط السياسية في الحركة، وليست الأولى التي يمثل فيها صهر الغنوشي عنوان فساد مالي؛ حيث وقع وصفه في رسالة قديمة (أطلقها القيادي الإخواني زبير الشهودي) بالفئة الفاسدة.
وذكرت مصادر مقربه من حركة النهضة أن حصة رئيس البرلمان التونسي من الريع الإخواني قد تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار، ويقود الغنوشي إمبراطورية من الشركات الاقتصادية والإعلامية من وراء الستار، يساعده في ذلك صهره رفيق عبدالسلام وابنه معاذ، وقد ظهر الثراء الفاحش على الغنوشي مما دفع رفقاء دربه إلى الاستقالة وتضمينها بنصوص تشهر إمبراطورية الظل التي تقودها عائلة الغنوشي.
لم يتوقف نزيف الاستقالات داخل حركة النهضة، فبعد انسحاب عبدالفتاح مورو (أحد مؤسسي إخوان تونس) واستقالة عبدالحميد الجلاصي (الرجل الثاني)، وابتعاد زياد العذاري (الأمين العام) واستقالة أكثر من 100 قيادي في مختلف المحافظات، كتب العربي القاسمي أحد المقربين من الغنوشي رسالة فضح فيها فساد التنظيم، في شهادة من داخل البيت الإخواني تثبت، حسب العديد من المتابعين، مدى إجرامية هذه الحركة في تونس التي تقاطعت حولها الأموال المهربة والإرهاب والمخططات الإقليمية التدميرية.
يذكر أن الغنوشي الذي بدأ كمدرس للفلسفة، يملك الآن قصورا فارهة وطائرات خاصة وتجارة ضخمة تدار من الخفاء بوكلاء، حيث تقدر ثروة الغنوشي بنحو مليار دولار ليتربع على عرش الأثرياء في تونس، وتعد ثروة زعيم حركة النهضة الإخوانية تتقاطع مع أموال التنظيم الدولي للإخوان وتغذيها شبكات التهريب وتبييض الأموال في المنطقة، وقد عاد الغنوشي إلى تونس في العام 2011 بعد سقوط نظام زين العابدين بن على وكان لا يملك إلا القليل من الأموال، في غضون أعوام قليلة ظهر الثراء الفاحش عليه.
ويرى مراقبون أن ثراء الغنوشي جاء على حساب الملايين من التونسيين الذين يعانون البطالة والفقر والعجز على مجابهات الأزمات الاقتصادية التي تسببت فيها الحكومات الإخوانية المتتالية.
من جانبه قال عبدالناصر مأمون، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إنه ما جاءت به العريضة التي ووقعت من قيادات المعارضة السياسية لراشد الغنوشي، تعبر عن مدي الانقسام والتصدع داخل حركة النهضة الإخوانية بعد ان انضم اليها بالتوقيع بعض القيادات المهمة والمحسوبة على الحركة لكشف مصادر ثروته الطائلة التي تجاوزت المليار دولار، وقد جاء توقيع تلك القيادات برسالة تحمل اتهام اعمق من شبهة الفساد بل ان المقصود بها اتهام بتقاطع مصادر ثروته مع اموال التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والتي تتغذي على جرائم التهريب وغسيل الاموال.
وأضاف مأمون في تصريحات، أن تلك القيادات المحت إلى تكوينه ومعه صهره رفيق عبدالسلام وولده معاذ الغنوشي امبراطوريه اقتصاية وإعلامية في الظل، سطت على اموال الجماعة وحولت ريعها لحسابتهم الشخصية في عملية فساد كبيرة، جاء على اثرها تعليق الانشقاق داخل الجماعه التي ظهرت شبه عارية من المبادئ في لطمة جديدة لاسيما بعد لطمة العثماني والتطبيع المغربي الإسرائيلي، حيث اصبحت الجماعة التي ظلت تتغني بالمبادئ والشرف والوطنية قد تعرت من رداء الشرف وتاجرت بالوطنية.
وأشار، إلى أن هذه العريضة الآن أوضحت الاثر المباشر والذي جسد ذلك التصدع الخطير للحركة والذي قد يعجل بانهيارها تلك الاستقالات في القيادات، وفي التكوينات المتوسطة ايضا فقد استقال من القيادات بعض المؤثرين امثال عبدالفتاح مورو احد أهم مؤسسي الحركة وعبدالحميد الجلاصي الرجل الثاني ومن قيادات الوسط أكثر من ١٠٠ عنصر.
وأكد "مأمون"، أن خروج بعض الاصوات من داخل الحركة وفي تطور نوعي للاعتراض على قيادة الغنوشي الجماعه بل لوجوده بها بالأساس، اصوات توضح مدي الفساد الذي استشري في جنابتها وكيف ان ثراء البعض كعائلة الغنوشي جاء على حساب ملايين التوانسة من الفقراء والعاطلين وهو ما عبر عنه القيادي العربي القاسمي مختتما كلامه بعبارة تخارج من تلك الجماعه (هذا فراقك بيني وبينكم) في إشارة بليغه لمدي التصدع الذي اصاب الحركة من جراء قيادة الغنوشي لها، والذي بات هناك اجماع بين المقربين من الشان التونسي أن تلك الحركة قد خسرت الانتقال الديمقراطي في ظل هذا الفساد والتحريض على العنف وتكفير الاخر الذي اصبح عنوانا للحركة تحت قيادة ذلك الغنواشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق