تجاوزت جماعة الإخوان الإرهابية فكرة الدعوة إلى الفوضى وإثارة الفتنة إلى احتراف هذه الصناعة، بعدما راجت فى منطقتنا العربية بصورة ربما أغرت التنظيم على مدار عقد كامل فوصلوا إلى السلطة فى أكثر من دولة، وبالتالى نجحوا فى إزاحة أنظمة سياسية فى بعض الدول وإثارة القلاقل فى دول أخرى، ولم تُدرك الشعوب العربية حقيقة التنظيم إلا بعدما تصدروا المشهد السياسى فى هذه البلدان.
وأضافت دراسة حديثة أن التنظيم الإرهابى بدأ يطل بأفكاره وبرأسه للسيطرة على مفاصل الدول التى هو فيها، بدأ الرفض الشعبى لهذا التنظيم يأخذ مساحة أكبر وأوسع، فأفضل ما فعلته هذه الشعوب أنها كشفت عن أفكاره المختبئة وسلوكه غير الواضح، فبات فى مواجهة مع النّاس والحياة والشعوب، وكان السقوط الحقيقي.
ولفتت الدارسة أن الخلاف حول أداء الحركة سياسيًا فى مصر وتونس، محل جدل، قد يقبله البعض أو يرفضه، ولكن سقوط التنظيم فى كلتا الدولتين ارتبط فى المقام الأول بحكم كلا الشعبين على أفكاره، ولذلك ما يحدث هو بمثابة انهيار للفكرة المؤسسة له، اكتشفت الشعوب العربية أن جماعة "الإخوان المسلمين" لا تمتلك أى مشروع، سواء كان سياسيًا أم فكريًا، بل لا تمتلك مقومات الحياة، فلفظتها كما يلفظ جسم الإنسان أى عضو غريب يمكن زراعته بداخله حتى ولو كان بغية الحياة.
وأشارت الدراسة أنه على غرار فكرة الشعارات، زعيم "حركة النهضة" التونسية راشد الغنوشى، يرفع شعار ضد الاستبداد والدكتاتورية، وهو أول من مارسها، فلك أن تتخيل أنه يتولى رئاسة الحركة أكثر من ثلاثين عامًا، فبعد التغيير السياسى فى تونس وجمع شمل "الحركة" فى الداخل، أجهز الغنوشى على "الحركة" وما زال، بدعوى أنه الأكثر حكمة وحنكة فى إدارة التنظيم، ليس هذا فحسب، ولكنه قدم نفسه لرئاسة البرلمان، وهو ما نجحت "الحركة" فى أن تلبيه لقائدها الثمانيني.
وأكدت الدراسة أنه يتنافى وجود الغنوشى على رأس السلطة التشريعية فى تونس، مع شعارات التنظيم التى يرفعها، من ضرورة إتاحة مساحة للشباب يتولون فيها المناصب السياسية، فهم وقود الحياة فى أى دولة؛ الشباب وقود ولكنه قد يتحول إلى حطام إذا ما اصطدم ذلك بسلوك التنظيم الذى يبحث عن مصالحه الخاصة ومصالح أمرائه وقادته.
وأوضحت الدراسة أن الكثير من المراقبون تحدثوا عن خطر تنظيم "الإخوان "، ويربطون بين هذا الخطر واستخدامهم العنف، غير أن الشعوب كانت أكثر ذكاءً ورصدًا للإخوان، فقد تجاوزت الجدل حول علاقة الإخوان بالعنف، حيث أدركت أن التنظيم تعدى مرحلة التهديد بالعنف إلى استخدامه فعلًا، ولذلك كان ردها سريعًا وحاسمًا من خلال لفظ التنظيم، وهو ما حدث فى مصر والسودان وتونس، وما زال العقد ينفرط.
ولفتت الدراسة أنه لا شك فى أن "الإخوان " فى تونس سوف يستخدمون العنف ضد السلطة وضد الشعب التونسي؛ ضد السلطة التى واجهت هذا التنظيم، وضد الشعب الذى أيده ورفض وجوده على رأس السلطة، فكل منهما انعكاس للآخر، ومن هنا سوف يكون انتقام الحركة باستخدام العنف.
وكشفت الدراسة أنه منذ اللحظة الأولى التى أصدر فيها الرئيس التونسى قيس بن سعيد قراراته التصحيحية، واستخدمت الجماعة العنف بمستوياته اللفظية والسياسية؛ وهو التهديد باستخدام العنف الجنائى، وهى أعلى مرحلة من مراحل العنف، وقد يتطور إلى إرهاب، وقد يصل إلى مرحلة الإرهاب العنيف، مقدمات العنف هذه سار عليها ومن خلالها "إخوان مصر" حتى باتت لهم ذراع عسكرية وميليشيات مسلحة، مثل حركة "سواعد مصر" (حسم) و"لواء الثورة" و"المقاومة الشعبية"، وغيرها من الميليشيات التى خرجت من رحم التنظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق