جماعة الإخوان المسلمين |
بدأت أزمة الإخوان المسلمين بعد ظهور حقيقة التنظيم إنه تنظيم هش كل قياداته تسعي لمصالحها الشخصية فقط، فعندما أصدر "منير" قرارا في 10 أكتوبر 2021 بتعليق عضوية 6 قيادات بارزة وإحالتهم للتحقيق بسبب مخالفات إدارية وتنظيمية، والقادة الموقوفون هم "محمود حسين" وخمسة آخرون من مجلس الشورى العام للجماعة، وجميعهم يقيمون خارج مصر.
وجاء القرار بمثابة مفاجأة خاصة بالنظر إلى الوزن التنظيمي والسلطة التي يملكها "حسين"، الذي يدير الحركة منذ فترة طويلة. غير أن القادة الموقوفين رفضوا قرار "منير" وأصدروا بيانا بعزله من منصبه كقائم بأعمال المرشد العام للجماعة، ورفض "منير" القرار واعتبره باطلا، واتهم "حسين" وجماعته بمحاولة السيطرة على الحركة.
وكان "حسين" يسيطر على جماعة الإخوان في اسطنبول حيث يدير أنشطتها التنظيمية ويتحكم في أصولها المالية ويشرف على وسائلها الإعلامية، وقد مكنته هذه السيطرة الساحقة من إحكام قبضته على الحركة خلال الأعوام الـ8 الماضية.
في المقابل، يشرف "منير" على الشبكة الدولية للإخوان ويتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية حيث يعيش في الغرب منذ ما يقرب من 5 عقود. ومن المثير للاهتمام أن كلا الزعيمين ينتميان إلى ما يسمى بالجناح المحافظ داخل جماعة الإخوان المسلمين. ومن جانبه، يحظى "منير" بدعم أكبر في أوساط الشباب لما له من دور رمزي وتاريخي في التنظيم.
ولا يعد الانقسام جديدا على الإخوان. وفي الواقع، تعد الانقسامات التنظيمية والسياسية بين القادة والأعضاء قديمة قدم الحركة نفسها، التي تأسست عام 1928. ومع ذلك، فقد أصبحت مثل هذه الانقسامات هي القاعدة الجديدة داخل جماعة الإخوان على مدى العقد الماضي، وخاصة منذ انقلاب 2013، الذي حطم الحركة وخلق خلافات غير مسبوقة بين قياداتها.
تعليق