تصور فني لحدث الالتهام |
كما تقود البصمات جهات التحقيق للكشف عن تفاصيل جريمة، فإن انقضاض ثقب أسود على أحد النجوم لالتهامه وتمزيقه إلى أشلاء يخلف بصمة ضوئية، تظهر في سماء الليل بعد ملايين السنين من وقوع الجريمة الكونية.
ووقع هذا الحدث الكوني النادر على بعد 8.5 مليار سنة ضوئية من الأرض، عندما كان الكون مجرد ثلث عمره الحالي، وتم التقاط الإشارة من الانفجار المضيء، المعروف باسم "AT 2022cmc"، لأول مرة من قبل مرفق زويكي العابر في مرصد بالومار التابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في 11 فبراير الماضي.
وعندما يتمزق نجم بفعل قوى المد الجاذبي للثقب الأسود، فإنه يُعرف باسم حدث اضطراب المد والجزر، ولاحظ علماء الفلك مثل هذه الأحداث العنيفة من قبل، لكن "AT 2022cmc" أكثر إشراقًا من أي اكتشاف سابق، إنه أيضا الأبعد الذي تم ملاحظته على الإطلاق.
ويعتقد علماء الفلك أنه عندما التهم الثقب الأسود النجم، أطلق كمية هائلة من الطاقة وأرسل نفاثًا من المواد عبر الفضاء بسرعة تقترب من سرعة الضوء.
من المحتمل أن الانفجار "AT 2022cmc" بدا شديد السطوع في سمائنا لأن النفاث الذي أطلق كان موجها مباشرة نحو الأرض، مما أدى إلى ما يُعرف بتأثير "تعزيز دوبلر".
ويمكن أن يكشف هذا الاكتشاف المزيد عن نمو الثقوب السوداء الهائلة، وكذلك كيف تتغذى على النجوم، وتم نشر دراستين منفصلتين تشرحان الحدث بالتفصيل في مجلتي "نيتشر" و"نيتشر أسترونومي" يوم الأربعاء.
تعليق