مواطن تونسي يدلي بصوته بإحدى اللجان الإنتخابية |
مزاعم إخوان تونس بشأن «الرئاسيات».. مناورة أم خطاب النزع الأخير؟
مع كل محطة تونسية دون «الإخوان»، يعمد التنظيم وأذرعه السياسية إلى تشويهها والتشكيك في جدواها وتوقيتاتها، تارة بالشائعات وأخرى بالادعاءات. فرغم أن التنظيم الذي أقصاه من المشهد السياسي في تونس، مسار يوليو/تموز 2021، فشل في التشكيك في محطات ذلك المسار التي اكتملت بالانتخابات البلدية الأخيرة، إلا أنه لا زال يحاول الادعاء بأن البلد الأفريقي غير مستعد لمحطة جديدة على قطار «تونس بلا إخوان».
زعم مسؤول الإعلام والاتصال في حركة النهضة (الذراع السياسية للإخوان) عبدالفتاح الطاغوتي، أن الظروف السياسية الحالية في تونس غير مناسبة لإجراء انتخابات رئاسية نزيهة، إلا أنه في الوقت نفسه، أكد أنه من المبكر الإعلان عن دعم الحركة لشخصية محددة في الانتخابات المقبلة.
محاولات للتشكيك في مسار البلد الأفريقي، كانت الرئاسة التونسية أجهضتها مبكرًا؛ فالرئيس قيس سعيد، قال في كلمة له بثت قبل أيام، بمناسبة الذكرى الـ24 لوفاة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة في السادس من أبريل/ نيسان الحالي، إن الانتخابات ستجرى في موعدها، ملمحا بأنه قد يترشح للمنصب الرفيع.
وأوضح سعيد، أن «تونس تخوض حرب بقاء أو فناء ضد من أرادوا إسقاط الدولة بعد 14 يناير/كانون الثاني 2011 وتفجيرها من الداخل وضرب الوطن ومرافقه العمومية، إلا أن التونسيين أظهروا وعيا غير مسبوق بهذه المؤامرة التي تحاك ضدهم».
وشدّد على «أنه لا يمكن القبول بالرجوع إلى الوراء أو بأن يتم الترشّح من قبل مجموعات ترتمي في أحضان الخارج (..) المرشّح يجب أن يكون مُزكى من قبل التونسيين ومنتخباً من قبلهم وحدهم وليس من قبل أي جهة أخرى». ويرى مراقبون أن تصريحات إخوان تونس بمثابة مناورة للتشكيك في نزاهة الانتخابات قبل ستة أشهر من تنظيمها.
الأمر نفسه، أشار إليه المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس، قائلا إن تحذيرات قيس سعيد لم تُبْنَ على فراغ، بل وليدة عمل استخباراتي حكومي، مؤكدًا أن هناك مخططات إخوانية عدة كشفتها وأعلنت عنها السلطات التونسية منذ سقوط حكم الإخوان؛ بينها التخطيط لاغتيال الرئيس قيس سعيد، لتليها مساع للإطاحة به (قيس سعيد) عن طريق تأجيج الأوضاع ودفع أموال للمتظاهرين.
وأوضح المحلل السياسي التونسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «السلطات التونسية متيقظة لأي مخططات تهدف إلى تعكير صفو النظام أو التآمر عليه»، مضيفا أن «أيادي الإخوان مازالت تعبث داخل الدولة، خاصة وأنه لم يتم إلى حد الآن تطهير مؤسسات الدولة والإدارات من التعيينات الإخوانية».
وبحسب الرايس، فإن «إخوان تونس وحلفاءهم لا يناورون فحسب، بل يغردون خارج السرب، خاصة وأنهم يدركون جيدا أنه لا وجود لهم بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة»، مشيرًا إلى أن «التونسيين يعتبرون النهضة مسؤولة عن أزمات البلاد، ما يعني أنها لم تعد تحظى بثقتهم، ولا تستطيع تصعيد أو إسقاط أي مرشح رئاسي».
من جهته، قال الإخواني المنشق عن حركة النهضة عماد الحمامي، إن حركة النهضة انتهت؛ لأنها مازالت تربط مصيرها برئيسها راشد الغنوشي وأسرته، التي تغولت على البلاد منذ العام 2011. وأضاف الحمامي في حديث لـ«العين الإخبارية»، أنه على العائلة المحافظة في تونس أن تقتنع بأن قيس سعيد «أحسن ممثل لها»، ناصحا إياهم بالتصويت له.
وأشار إلى أن ما تحقق فعليا منذ الإطاحة ببرلمان حركة النهضة في 25 يوليو/تموز 2021 هو أن هناك «حربا حقيقية انتهجها الرئيس قيس سعيد ضد الفساد، أعلى فيها من سلطة القانون، وأرسى المساواة بين جميع الأفراد أمام المحاسبة والمساءلة، إضافة إلى هدمه لمنظومة سياسية ومافيا كانت تحكم وتهدد أركان الدولة»
فالرئيس قيس سعيد «تحمل مسؤوليته عشية 25 يوليو/تموز 2021، وفعل الفصل 80، وأزاح البرلمان، ووضع خارطة طريق في 13 ديسمبر/كانون الأول 2021 التزم بها، إضافة إلى تصحيحه مسار ثورة 2011 والتي تم الالتفاف عليها»، بحسب المحلل التونسي. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أعلنت الشهر الماضي، أن الاستحقاق الرئاسي سيُجرى في سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وستكون هذه الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة في تونس، والتي من المرتقب أن يُنتخب فيها رئيس الجمهورية الثامن في تاريخ البلاد لولاية مدتها خمس سنوات، بحسب الدستور.
تعليق