مخطوطات قديمة |
«ثورة ثقافية وفكرية».. اكتشاف مخطوطات ومصاحف قديمة في تونس
كشف شمس الدين حلاوة، المدير الجهوي للشؤون الدينية في تونس، عن العثور على مخطوطات ومصاحف قديمة تحت الركام والأتربة بجامع الحنفية (جامع الباي) وجوامع أخرى وسط مدينة القيروان ، وقال "حلاوة"، إنه سيتم عرض المخطوطات والمصاحف القديمة، مساء الأربعاء الموافق 11 سبتمبر، وذلط بجامع «عقبة بن نافع» بالقيروان، وسط غربي تونس، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وأضاف أن هذه المخطوطات والمصاحف تحمل قيمة تاريخية كبيرة، حيث تُعتبر اكتشافاً بالغ الأهمية، قد يؤدي إلى إحداث ثورة ثقافية وفكرية خاصة في مجال الفقه الحنفي. هذه النصوص التاريخية القديمة تمثل مرجعاً علمياً فريداً من نوعه، إذ تم تنظيمها وتبويبها بعناية من قبل مختصين خبراء في هذا المجال، مما يضفي عليها مصداقية وأهمية علمية عالية. وبحسب ما ورد في موقع «موزاييك» التونسي، يُتوقع أن تسهم هذه الاكتشافات في تعزيز الفهم العميق للفقه الحنفي، وتفتح آفاقاً جديدة للدراسات الإسلامية والتاريخية. ستكون هذه الوثائق بمثابة إضافة نوعية للمكتبات والمراكز البحثية، وربما تساهم في إعادة صياغة بعض المفاهيم الفقهية والتاريخية التي كانت موضع دراسة لسنوات عديدة.
وتم تأسيس جامع الحنفية في عام 1094 هجرية، وذلك بأمر من الأمير العثماني محمد باي. يُعتبر هذا الجامع واحداً من المعالم الدينية الهامة التي بُنيت في تلك الفترة التاريخية الهامة من تاريخ الدولة العثمانية. وكان الجامع مخصصاً لإقامة الصلاة وفق مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، الذي كان يُعد المذهب الفقهي الرسمي للدولة العثمانية آنذاك. ويتميز هذا الجامع بتصميمه المعماري الفريد، الذي يعكس الطابع الفني والهندسي العثماني. وقد كان لهذا الجامع دور بارز في الحياة الدينية والاجتماعية، حيث لم يكن مجرد مكان للعبادة فحسب، بل كان أيضاً مركزاً لنشر المعرفة والتعليم الديني على المذهب الحنفي، الذي يُعتبر واحداً من أهم المذاهب الفقهية في الإسلام. إن تأسيس هذا الجامع يعكس مدى اهتمام الدولة العثمانية بالحفاظ على التراث الديني والثقافي، وتعزيز دور المؤسسات الدينية في توجيه المجتمع. وقد شهد الجامع على مر العصور عدة مراحل من التجديد والترميم، مما يعكس قيمته التاريخ
تعليق