الاحتفاليه |
تونس تحتفي بإدراج «طوائف غبنتن» ضمن قائمة التراث اللامادي لليونسكو
احتفت تونس بإدراج فرقة "فنون العرض لدى طوائف غبنتن" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونسكو.
واحتفاء بهذا الحدث، نظمت وزارة الثقافة التونسية الأحد بمسرح الجهات في مدينة الثقافة وسط العاصمة بتونس سهرة احتفالية وذلك بحضور عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين بتونس.
و"طوائف غبنتن" هي فرق فنية شعبية تتمركز بالأساس في محافظة مدنين (جنوب شرق)، وشاركت في مناسبات تونسية ودولية عدة وأقامت عدداً من التظاهرات الثقافية الكبرى
تاريخيا غبنتن هي حصيلة المكون العرقي للمجتمع التونسي من خلال المجموعات التي وفدت على تونس في إطار المبادلات التجارية الذي كان يربط ضفتي المتوسط بأفريقيا جنوب الصحراء.
وتختص عناصر تلك الطوائف أو المجموعات الفنية بسمرة لون البشرة لأنهم تم جلبهم إلى تونس في إطار تجارة العبيد قديماً قبل عتقهم بقرار من أحمد باي في عام 1846.
ارتبطت تسمية "طوايف غبنتن” لاعتبارها فرقا طوافة تدور عروضها حول آلة الطبل ذات الوجه الواحد الإيقاعية، وعليها تكون الحركة الرئيسية للفرقة أثناء تقديم سهرات الأعراس.
وتتكون الفرقة من 7 إلى 11 عضوا، أولهم رئيس الطائفة الذي وحده يقوم بنظم الشعر وتنظيم الأدوار بين بقية أعضاء الفرقة، الذين يطلق عليهم اسم البحرية، فهذه الطائفة تعتبر نفسها بمثابة سفينة قائدها الرئس وأعضاؤها البحرية ومهمتهم الأداء الجماعي.
"فرقة غبنتن" تتميز بطابعها الغنائي الأفريقي الضارب في القدم، حيث تقدم مجموعة من الوصلات الموسيقية تعتمد بالأساس على نغمات الصوت وتغييراته بالاعتماد على طبلة صغيرة تعرف محليا بـ"الشنة" مصنوعة من جلد الجمل من جهة، وقصائد هزلية وملازمة على حد السواء تختلف فيها الأجناس الشعرية ولا تكون في أغلب الأحيان سهلة الفهم، يؤلفها غالبا رئيس الطائفة، ينتقدون عبرها الأوضاع الاجتماعية والسياسية.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أكدت وزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرارفي على أهمية هذا الإنجاز معتبرة إياه "نجمة أخرى تضاف إلى سجل وطننا".
وقالت في كلمتها "إذ لأول مرة يتم تكريم تراثنا الموسيقي دوليا من خلال إدراج عنصر فنون العرض لدى طوايف غبنتن"، على القائمة التمثيليّة للتّراث الثّقافي غير المادي للإنسانية بمنظّمة اليونسكو.
ودعت جميع المتدخلين في هذا الملف إلى مزيد الاعتناء بالتراث التونسي وصونه وتثمين الهوية الثقافية، مجددة شكرها إلى اللجنة العلمية المشرفة على إنجاز هذا الملف.
وقال عماد صولة رئيس الفريق العلمي لملف تسجيل طوائف غبنتن وخبير دولي في التراث الثقافي غير المادي، إن هذا الملف تم تقديمه لليونسكو نهاية شهر فبراير/ شباط 2021 تحت عنوان "طوائف غبنتن: فنون العرض" وتحت شعار "طوايف غبنتن نحو العالمية"، وذلك من أجل الاعتراف بقيمة هذا الفن وما قدمه طيلة قرن أو أكثر من نمط موسيقي تراثي فريد بمنطقة الجنوب الشرقي التونسي.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن فنون العرض لدى طوائف غبنتن تحتوي على عنصر مركب يجمع بين الشعر والغناء والإيقاع المرتبط بتأثيرات ثقافية مختلفة منذ أواخر القرن 19 إبان إلغاء الرق.
وأفاد بأن ملف "طوايف غبنتن" المدرج في منظمة اليونسكو قد تضمن أهمية دور الفن في إثبات الذات وتشكيل الهوية والتأسيس للتواصل الاجتماعي.
بعد تسجيل "طوايف غبنتن" رسميا في قائمة اليونسكو يرتفع عدد العناصر التونسية المسجلة على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى اليونسكو إلى 8 عناصر وهي: فخار سجنان (2018)، النخلة (2019)، الكسكسي (2020)، طرق الصيد بالشرفية (2020)، فنون الخط العربي (2021)، الهريسة (2022)، النقش على المعادن (2023)، وأخيرا ملف "فنون العرض لدى طوائف غبنتن" (2024).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق