من الشمال السوري والساحل الليبي إلى جنوب القوقاز، لا تغيب سيرة المرتزقة من التركمان السوريين عن مغامرات أنقرة العسكرية في الإقليم، والتي تستهدف تركيا منها حدودًا جغرافية أوسع، وثروات طبيعية لا محدودة، وموقع صدارة في منطقة على وشك الانفجار.
هم من يقومون بتنفيذ العمليات العسكرية على الأرض، إلى التوطئة لتعديلات ديموغرافية واسعة من شأنها أن تخلق واقعًا جديدًا يصب في صالح المخطط الاستراتيجي بعيد المدى للنظام التركي.
والتركمان قبائل تركية العرق واللغة تسكن سوريا، وعلى الأخص الشمال منه منذ عصر السلاطين السلاجقة، وعبر القرون المتطاولة، تشكلت من هؤلاء التركمان نخبة عسكرية ظلت في صدارة الجيوش السلجوقية والأيوبية والمملوكية وأخيرا العثمانية.
وبعد نهاية الحرب العظمى العام 1918 بهزيمة العثمانيين وخروجهم من سوريا، آثرت مجموعة من التركمان السوريين الهجرة إلى أراضي الجمهورية التركية الناشئة على أنقاض السلطنة العثمانية، بينما فضل البعض الآخر منهم البقاء في سوريا والخضوع مع بقية المجموعات الإثنية الأخرى في البلاد للانتداب الفرنسي، ثم للدولة السورية القومية التي نشأت بعد نهاية الانتداب.
تعليق