قوبلت تظاهرة النهضة باستهجان كبير من الطبقة السياسية، فضلًا عن قيادات داخل الحركة، التي اعتبرتها تأتي في غير سياقها، وأن الأصل هو أن يمضي الائتلاف الحاكم في تنفيذ ما وعد به الشعب، بدلًا من حشد الجماهير في حافلات إلى العاصمة.
إن الحلقة الضيقة للغنوشي نظمت المسيرة الموجهة إلى القوى المعارضة له داخل النهضة، وأراد الغنوشي من خلالها القول إنه الأقوى والأقدر على حشد الجماهير، إضافة إلى رسائل أخرى لرئيس الوزراء هشام المشيشي، مفادها أن الحركة هي الحزب الأقوى والأقدر على مساندة الحكومة.
حركة النهضة أرادت أيضًا أن تقول من خلال هذه المسيرة إن رئيس الجمهورية ليس وحده مَن يخرج إلى الشارع وتلتف حوله الجماهير، في استحضار لزيارة قيس سعيد إلى شارع الحبيب بورقيبة، وتجمّع عدد من التونسيين حوله، وهي حركة استفزت الغنوشي الموهوم بالزعامة.
إن راشد الغنوشي بدأ يستشعر تمدّد الحزب الدستوري الحر، الذي بات يشكّل تهديدًا لحركة النهضة، لذلك فهو يغازل اليساريين مذكرًا إياهم بحركة 18 أكتوبر 2005 حين تجمّع عدد من المعارضين لنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي من أطياف سياسية مختلفة.
تعليق