صراعات حركة النهضة التونسية |
لا تزال أصداء زلزال الثورة على سياسة الإخوان في تونس مستمرة، فتواجه حركة النهضة الإخوانية أزمة كبرى تحاول فيها إيقاف الانهيار الداخلي والبقاء في المشهد التونسي.
قبل أيام قدم 131 عضواً من حركة النهضة الإخوانية استقالاتهم بما في ذلك قيادات من الصف الأول، بما يؤشر إلى اقتراب الانهيار الكامل، انشقاقات حركة النهضة تحمل جملة من الدلالات والتداعيات المحتملة لهذه الخلافات البينية على مستقبل الإخوان في تونس.
قبل مشاهد الانهيار الداخلي في تونس فشلت حركة النهضة في الإصلاح الداخلي، وأشار أعضاء وقيادات "النهضة" في بيان الاستقالة الخاص بهم، إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الاستقالة هو "الفشل في الإصلاح الداخلي للحركة، والإقرار بتحمل القيادة الحالية المسئولية عما وصلت إليه الحركة من عزلة".
وتسيطر حالة من الغضب على الأجيال الأصغر سناً داخل حركة "النهضة"، تجاه شيوخ الحركة وصقورها، وقد انفجرت هذه الحالة وصعدت إلى السطح مع مرحلة ما بعد 25 يوليو، على نحو انعكس في البيان المُسمى بـ "تصحيح المسار"، إذ وقع 130 شاباً من الحركة بياناً في أواخر يوليو الماضي اتهموا فيه قيادة الحزب وعلى رأسهم الغنوشي بالفشل والتقصير، وطالبوا فيه بضرورة "تغليب المصالح الوطنية التونسية على الحسابات الضيقة لقيادات الحركة"، لكن الغنوشي لم يلتفت إلى هذه الدعوات.
الإقرار بالمسئولية عن مآلات الأوضاع في تونس، يتمثل أحد الأسباب التي دفعت باتجاه تصاعد الاستقالات داخل حركة "النهضة"، والتي عبّر عنها بيان الاستقالات نفسه، في الاعتراف بـ"المسئولية الكبيرة للحركة عن ما آلت إليه الأوضاع في البلاد من تردِ بشكل عام"، مما استدعى تدخل الرئيس قيس سعيّد، بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضاءه، وإعفاء عدد من المسئولين من مناصبهم، فضلاً عن بدء عملية تطهير ومحاسبة شاملة لكافة الأطراف.
تعليق