حركة إرهابية |
ما الذي يجمع الإخوان وداعش والقاعدة وإيران؟
تتجذر الروابط الفكرية بين جماعة الإخوان المسلمين، وكافة تنظيمات العنف والتطرف في العالم، وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة اللذان استمدا منهجهما الفكري من مرجعيات إخوانية قطبية خالصة، وفي أحيان كثيرة يكونان بمثابة ذراع مسلحة لتنفيذ أهداف الجماعة، لا سيّما وقائع استهداف المؤسسات المصرية، ودول عربية أخرى، في أعقاب سقوط التنظيم عن الحكم في العام 2013.
ورغم زعم الإخوان اعتماد نهج ديني وسطي، والترويج له على نطاق واسع، خاصّة لدى المجتمعات الغربية، إلّا أنّ العديد من الشواهد أثبتت الارتباط الوثيق بين الجماعة وكافة تنظيمات العنف في العالم، لعل أبرزها انتماء (أبو بكر البغدادي وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم من قيادات داعش والقاعدة) إلى الجماعة، قبل الانطلاق نحو تأسيس أذرع إرهابية جديدة.في احتفاله بالذكرى الـ (70) لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين، كتب يوسف القرضاوي أنّ جماعة الإخوان المسلمين "ليست فقط أكبر حركة إسلامية، لكنّها أم كل الحركات الإسلامية". وباعتبارها سلف الحركة الإسلامية الحديثة، كان لجماعة الإخوان المسلمين تأثير عميق على النظام الاعتقادي الذي يغذي (القاعدة، وداعش، وجمهورية إيران الإسلامية)، وفق دراسة حديثة صادرة عن (المركز العربي لدراسات التطرف).
وتشير الدراسة ذاتها إلى أنّه بالرغم من خلافاتها، فإنّ هذه الجماعات تشترك في أسس إيديولوجية تستند إلى كتابات المُنظّر الإخواني الراحل سيد قطب وغيره من كتّاب الإخوان، والتي شكلت هذه الكيانات على ما هي عليه اليوم.كما كانت جماعة الإخوان بمثابة جسر يربط بين الإسلاميين الشباب بمن فيهم أسامة بن لادن والبغدادي والظواهري، وبين الجماعات الجهادية الأكثر عنفاً، وعلى الرغم من أنّ استراتيجيات التنفيذ الخاصة بها قد تختلف، إلا أنّ المجموعات الـ (3)، في جوهرها، تحافظ على رؤية إسلامية مشتركة لإقامة خلافة عالمية، سنّية بطبيعتها، وهي لعنة بالنسبة إلى جمهورية إيران الإسلامية الشيعية، ومع ذلك، كان لجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة قطب، تأثير عميق على إيران، وفق الدراسة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين لا تحتفظ بعلاقات رسمية مع (داعش والقاعدة)، وعلى السطح قد تبدو المجموعات الـ (3) مختلفة، حيث يدعو كل من تنظيمي (القاعدة وداعش) إلى الجهاد العنيف، في حين تسعى جماعة الإخوان المسلمين رسمياً إلى تغيير المجتمعات من الداخل، ومع ذلك، أعربت المجموعات في بعض الأحيان عن دعمها لبعضها بعضاً، وفي حزيران (يونيو) 2017 أصدر فرع تنظيم القاعدة في اليمن بياناً يدعم قطر، بعد أن تعرضت البلاد لانتقادات جزئية بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
ووفقاً لتقارير، كان العديد من قادة تنظيم القاعدة في اليمن مرتبطين سابقاً بحركة الإخوان المسلمين هناك، وقد قاتلت المجموعتان في بعض الأحيان جنباً إلى جنب ضد الحوثيين. وفي الوقت نفسه دعمت إيران حركة حماس، فرع الإخوان المسلمين، وقدمت مبادرات تجاه الإخوان المسلمين ضد أعدائهم المشتركين.
تعليق