زعيم الإخوان بتونس راشد الغنوشي |
«تركة فاسدة».. قيادي سابق بإخوان تونس يكشف فشل تجربة الإسلام السياسي
اعترافات أدلى بها الإخواني المنشق من الجيل المؤسس للتنظيم بتونس محمد الحبيب الأسود، عرى بها فظاعة هذا التنظيم وتاريخه الحافل بالعنف. وفي تدوينة نشرها على «فيسبوك»، أقر الإخواني المنشق بـ"فشل تجربة الإسلام السياسي الإخواني بين الدين والدولة والإرهاب من التعايش المؤقت مع الدولة المدنية، إلى الانقلاب نحو حكم الجماعة الكلي".وتابع: "فلا كانوا وُعّاظا بالحكمة، ولا كانوا سياسيين بالدُربة، وكانوا أعوانا للفتنة".
وأكد أن "حركة النهضة تركة فاسدة لا تصلح للتوريث، فتعفنت"، مضيفا: "ما تبقى منهم يحاول إنعاش التنظيم في وعاء حزبي جديد ولكن لا جدوى ولا مستقبل لهم، وكل محاولاتهم اندثرت". وأضاف: "لقد انفرد راشد الغنوشي بسلطة القرار داخل حركة النهضة ، وبرئاسة أبدية فعلية بالحضور أو بالغياب، حتى وهو في السجن من أجل تهم الفساد وغسيل الأموال والاغتيالات والتآمر على أمن الدولة، وهي مكانة أرادها له قادته من التنظيم الدولي للإخوان من خارج البلاد ، فهم الذين جعلوا منه الشخصية الوحيدة التي تحمل هوية الحركة، والشخصية الوحيدة التي لها حضور دولي وسمعة عالمية تمثل التنظيم، بحيث إن انتهى راشد الغنوشي لأي سبب كان، انتهت حركة النهضة، وانتهى التمويل، وانتهى الحضور الدولي".
وأضاف: "فالتنظيم الدولي للإخوان هو عِلة وجود راشد الغنوشي ومن معه، ومنهج تفكيرهم، وأسلوب عملهم، وليس لهم بعده إلا الحطام" ، فالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين يشكل عنصراً فعالاً في المشهد السياسي العالمي، وتعتبر وجود شخصيات بارزة مثل راشد الغنوشي ومن معه، أمراً يرتبط بعمق بتاريخ وتطور الجماعة. فالإخوان تنظيم ديني وسياسي يهدف إلى تحقيق أهدافه السياسية عبر تفعيل العناصر الدينية والاجتماعية في الدول التي تنشط فيها.
منهج التفكير لدى التنظيم الدولي للإخوان يتمحور حول تطبيق نموذجهم الإسلامي للحكم في المجتمعات التي يسعون للسيطرة عليها، حيث يروجون لفكرة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية كقاعدة للحكم والتشريع ، أسلوب عمل الإخوان يتمثل في استغلال الهياكل الاجتماعية والدينية في المجتمعات التي يعملون فيها، من خلال توجيه الدعوة وتبني القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تلقى تأييداً واسعاً.
ومع ذلك، يبدو أن مسارهم يواجه تحديات كبيرة، خاصة مع تعرضهم لمواقف قانونية وسياسية تقوض جهودهم، كما حدث مؤخراً مع الحكم الصادر بحبس راشد الغنوشي ومن معه. هذا يشير إلى أن مستقبلهم قد يكون مهدداً بالانحدار، وأنهم قد يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات أكبر في الفترة المقبلة ، بشكل عام، يمكن القول إن التنظيم الدولي للإخوان يواجه تحديات متزايدة تهدد بالقضاء على أطروحتهم السياسية، وربما يكون مستقبلهم محط شك وتساؤلات، وهو ما يبرز حقيقة أن لديهم بعداً وحيداً هو الحطام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق