صعوبة الحصول على مياه الشرب بتونس
"نريد شربة ماء": نساء في تونس يقطعن مسافات طويلة بحثا عن الماء
خلال أشهر الصيف التي شهدتها تونس هذا العام، عانى المواطنون من انقطاع متكرر للمياه، تزامناً مع موجات حر شديدة تجاوزت درجات الحرارة فيها 45 درجة مئوية في بعض المناطق. هذه الانقطاعات المتكررة وضعت المواطنين أمام تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية من المياه للشرب والاستعمال اليومي. شهر يوليو/تموز شهد وحده تسجيل 598 تبليغاً عن انقطاع المياه في مناطق مختلفة من البلاد، وفقاً لإحصاءات "خريطة العطش" التي يصدرها المرصد التونسي للمياه بشكل شهري. هذه الخريطة تسلط الضوء على حجم الأزمة وتبرز النقاط الأكثر تضرراً في تونس. تزامناً مع هذه الانقطاعات، شهدت البلاد تصاعداً في الحركات الاحتجاجية، حيث تم تسجيل 26 احتجاجاً تطالب بالحق في الحصول على المياه.
المرصد التونسي للمياه، من جهته، وثق هذه الانقطاعات والتبليغات بشكل مفصل، مشيراً إلى أن الوضع يتفاقم في ظل غياب حلول عاجلة من السلطات. هذه الاحتجاجات التي اندلعت في عدة مناطق من البلاد لم تكن مجرد تعبير عن الحاجة إلى الماء فقط، بل تعكس أيضاً استياءً عاماً من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها السكان. مع كل انقطاع للمياه، تتزايد حدة الاستياء، ويزداد الضغط على البنية التحتية المائية التي باتت عاجزة عن تلبية الطلب المتزايد، خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة المستمر والذي يزيد من الحاجة إلى المياه بشكل ملح.
وفي تطور آخر، أطلق المرصد الوطني للفلاحة تحذيرات جديدة مع بداية شهر سبتمبر/أيلول، مشيراً إلى الخطر الداهم الذي يهدد الوضع المائي في تونس. نسبة امتلاء السدود انخفضت إلى 23.1% من قدرتها الاستيعابية، وهو تراجع كبير مقارنةً بالفترة نفسها في السنوات السابقة. هذا الانخفاض في مخزون السدود يأتي نتيجة التراجع المستمر في كميات الأمطار التي باتت تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة. الوضع المائي الحرج لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة المستمر، ما يجعل من الصعب على المواطنين مواجهة هذه الأزمة التي تهدد الأمن المائي والاجتماعي في تونس بشكل عام.
تعليق