قوات الجيش التونسي |
تونس تكثف التحركات الأمنية.. حصار خلايا الإخوان وتأمين الاستقرار
لا تتوانى السلطات التونسية عن توفير أقصى درجات الاستعداد لقواتها الأمنية في مواجهة أي تهديدات إخوانية تهدف لزعزعة استقرار البلاد.
ومؤخرا، اعتبر وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي، أن الوضع الأمني في البلاد يستدعي البقاء على درجة من اليقظة والحذر، وقال إن المجهودات العسكرية الأمنية متضافرة للتصدي للتهديدات الإرهابية وتعقب العناصر المشبوهة في المناطق المعزولة والمرتفعات.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي، أن الرئيس ضاعف اهتمامه بالملفات الأمنية والعسكرية والتحذير من المخاطر والمؤامرات على أمن الدولة، بعد انتخابه لولاية ثانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
خلايا الإخوان النائمة
وفي محاولة لقراءة خريطة التهديدات في البلاد، قال المحلل السياسي التونسي محمد الميداني، إن الحكومة "تكثف حملاتها ضد أي تهديدات تستهدف أمنها خاصة خلال الفترة الراهنة إثر فوز الرئيس التونسي قيس سعيد بولاية جديدة".
وأكد الميداني، أن "الخلايا النائمة لتنظيم الإخوان في تونس ما زالت موجودة"، داعيا السلطات الأمنية والعسكرية إلى "رفع مستوى استعداداتها لمواجهة أية تهديدات".
وأوضح: "منذ فوز الرئيس قيس سعيد اختفى تنظيم الإخوان من الظهور الإعلامي ومن مواقع التواصل الاجتماعي ومن إصدار البيانات، وهو ما يشير إلى أن أحلامه بالعودة انتهت".
لكنه استدرك قائلا: "حزب الإخوان (يقصد حركة النهضة) عاد إلى العمل في سرية مثلما حصل في بداية تسعينيات القرن الماضي بعد أن ضيق الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الخناق عليه".
وتابع "الخلايا النائمة تسعى في الخفاء لتأجيج الأوضاع في البلاد وهو ما أكده الرئيس قيس سعيد في خطاباته الأخيرة".
تهديدات قائمة
من جهة أخرى، قال الناشط والمحلل السياسي التونسي عبد الكريم المحمودي، إن "الرئيس قيس سعيد تحدث مرارا وتكرارا عن محاولات لاستهداف الوضع الأمني في البلاد من قبل من سمّاهم المتآمرين على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
وأكد لـ"العين الإخبارية"، أن التهديدات "موجودة للمساس بالأمن التونسي لكن اليقظة الأمنية والعسكرية كانت في المستوى المطلوب".
وأفاد بأن "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، التي وضعتها تونس سنة 2023، وتتكون من انتشار ميداني، وعمل استعلاماتي (استخباراتي)، وملاحقات أمنية وعمليات استباقية، حققت نتائج مهمة لكن المخاطر ما زالت موجودة".
وأشار إلى أن العناصر الإرهابية "تستثمر في مناخ عدم الاستقرار وتستغل لحظات ضعف الدولة، لذلك كلما كانت الدولة قوية كلما تقلصت المخاطر".
المحلل التونسي قال أيضا: "في الأشهر والأيام الماضية، أعلنت السلطات التونسية القبض عن المئات من التكفيريين والإرهابيين المطلوبين للعدالة".
عمل مكثف
إذ كثفت السلطات التونسية عمليات التفتيش وتعقب العناصر الإرهابية في الفترة الأخيرة، بهدف السيطرة على الوضع الأمني في البلاد خاصة في الفترة الراهنة.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي إن الجيش التونسي نفذ منذ بداية العام الجاري حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 990 عملية في مجال مكافحة الإرهاب بالمناطق المشبوهة شارك فيها أكثر من 19 ألفا و500 عسكري.
وأسفرت هذه العمليات عن كشف معسكرات للإرهابيين وإبطال مفعول 62 لغما يدوي الصنع، وضبط تجهيزات ومواد مختلفة فضلا عن التصدي لعمليات التهريب والهجرة غير النظامية برا وبحرا.
تعليق