جبهة الخلاص |
جبهة الخلاص تغادر جحرها.. إخوان تونس يستعدون لـ يناير
خرجوا من جحورهم بعد غياب وتجمعوا في الشوارع وعلى المنابر وبمواقع التواصل، وفي لسانهم تكثفت سموم فتنة تحشد لـ«يناير عاصف».
«جبهة الخلاص»، مخلب إخوان تونس ولسانهم حين تخرس بقية أبواقهم مكرهة، تعود للشارع بعد 3 أشهر من الغياب، حيث نظمت، الثلاثاء، مسيرة للمطالبة بالإفراج عن رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي وقيادات إخوانية وحليفة لهم.
وتعود آخر وقفة احتجاجية نظمتها الجبهة إلى الثالث من أغسطس/آب الماضي، لكنها فشلت في استقطاب المحتجين، ما دفعها لاحقا إلى التوقف عن التظاهر.
وربط رئيس الجبهة الإخوانية أحمد نجيب الشابي غيابهم بنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس قيس سعيّد، قائلا "كان هناك نوع من الركود في الحياة السياسية، وهو ما يفسر غيابهم طيلة الفترة الماضية".
و"جبهة الخلاص"، المكون السياسي الموالي لإخوان تونس، والذي يتحرك اليوم بناء على أوامر فرع الجماعة في محاولة لاستجداء التعاطف.
على أبواب يناير
يرى مراقبون أن عودة الإخوان للظهور العلني بعد أشهر من العمل السري يتزامن مع اقتراب شهر يناير/كانون ثاني المعروف برمزيته التاريخية بأنه شهر احتجاجات وذلك لاغتنام الفرصة علهم يجدون سبيلا للعودة للمشهد السياسي.
ويرى الناشط والمحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس أن «جماعة الإخوان عادت للظهور العلني اليوم الثلاثاء منتظرة شهر يناير/كانون الثاني المقبل المعروف تاريخياً في تونس بشهر الحراك والاحتجاجات الاجتماعية، وذلك لانتهاز الفرصة للعودة للمشهد السياسي».
ويقول الرايس، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن «يناير أو جانفي كما يطلق عليه التونسيون شهر له رمزيته في التاريخ التونسي السياسي المعاصر ، فهو شهر الاحتجاجات والصدامات التي تركت بصماتها في الوعي الجمعي المحلي".
وتابع "فقد اندلعت فيه أحداث سنة 1978 التي واجه فيها الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية العمالية) سلطة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في أزمة كادت تعصف بأمن البلاد».
كما «اندلعت في هذا الشهر من سنة 1984 انتفاضة الخبز التي كادت تطيح بحكم بورقيبة وذلك في أكبر غليان شعبي واجه سلطته».
ثم «أحداث الحوض المنجمي في يناير (كانون الثاني) 2008، وفي النهاية فرض هذا الشهر مكانه في التاريخ التونسي المعاصر في الرابع عشر منه في عام 2011 حين غادر الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الحكم وتونس نهائيا».
وأشار الخبير إلى أن «حركة النهضة لم تختف عن المشهد، لكنها عادت إلى السرية، والدليل على ذلك محاولاتها تأجيج الأوضاع والتي تحدث عنها الرئيس قيس سعيد في مناسبات عدة في الآونة الأخيرة».
ولفت إلى أن «السرية بالنسبة لحركة النهضة ليست بالأسلوب الجديد وإنما هي أسلوب اعتمدته في بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما ضيق الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الخناق على نشاط الإخوان بعد استعمالهم العنف»
كذب الإخوان
من جهة أخرى، قال حسن التميمي، المحلل السياسي التونسي، إن «مسيرة اليوم كانت باهتة دون حضور متظاهرين، حيث حضرها عدد قليل من قيادات الإخوان وعائلات المساجين فقط، ما يدل على نبذ التونسيين لهم».
وأكد التميمي، لـ«العين الإخبارية»، أن «جبهة الخلاص تزعم اليوم في التحرك الاحتجاجي الذي نظمته أمام قصر العدالة بالعاصمة، أنها ملاحقة على خلفية سياسية، وتصف المساجين بالمعتقلين السياسيين متناسية أخطر الجرائم التي تورطوا في ارتكابها».
وتابع أن «كل مزاعم الإخوان كذب وأراجيف لذلك لم تستطع جذب التونسيين إلى تحركاتهم الاحتجاجبة».
موضحا: «على سبيل المثال، فإن وزير الداخلية الأسبق الإخواني علي العريض يقبع حاليا في السجن بتهمة تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر، وراشد الغنوشي يقبع في السجن بتهمة اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي والتآمر والتخابر على أمن الدولة».
والخميس الماضي، استعرض الرئيس قيس سعيد، مجددا جرائم تنظيم الإخوان المرتكبة منذ 2011، أي خلال فترة حكمهم والتي عرفت لاحقا بـ«العشرية السوداء».
ونقلت الرئاسة التونسية عن سعيد قوله خلال لقائه وزيرة العدل ليلى جفال، إن «التونسيين يعلمون حجم الجرائم التي ارتُكبِت بحق الشعب من اغتيالات ونهب لمُقدّرات المجموعة الوطنية وغيرها من العمالة والخيانة (...)».
وشدد على أن "الحرب ضد الفساد ستتواصل لأن الشعب مُصرّ على تفكيك كل شبكات المفسدين لتطهير البلاد والانطلاق في البناء بعيدا عن اللوبيات والكرتلات وأعوانهم في كافة القطاعات".
وتواجه حركة النهضة الإخوانية عدة قضايا متعلقة بغسل أموال وتلقي تمويلات أجنبية للحزب، والتورط في ملف الاغتيالات السياسية وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر والإرهاب والتآمر على أمن الدولة والتخابر
تعليق