جولة غير معلنة أجراها الرئيس التونسي قيس سعيد وبخطوات هادئة، جاب شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية، يطوقه أنصاره وشعارات مناهضة للإخوان، في شارع يشكل نبض العاصمة وشريانها، ويضم مقر وزارة الداخلية، ويختزل رمزية اسم الحبيب بورقيبة؛ أول رئيس للجمهورية.
ترجل سعيد من موكبه والتقى عددا من المواطنين الذين احتشدوا حوله، مطالبين إياه بحل البرلمان، وتحسين الأوضاع المعيشية، مرددين شعار "الشعب يريد حل البرلمان" الذي يترأسه زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي.
جولة يرى مراقبون أنها شكلت تحديا للإخوان ممن تخشى قياداته النزول إلى الشوارع والالتحام بالمواطنين خشية التعرض لشعارات تنادي برحيلهم وتواجههم بوزنهم في عيون الشعب، تماما كما حصل مع زعيمهم الغنوشي في أكثر من زيارة لعدد من المدن.
لم يتوقف سعيد عن توجيه الرسائل -سواء بشكل مباشر أو مبطن- للإخوان، منتقدا محصلة حكمهم الهزيلة، ومؤامراتهم ودسائسهم، كما لا يتردد في كل ظهور علني، في تحميلهم محاولات اختراق الدولة وسعيهم لضرب مقوماتها.
سعيد تحدث عن "أطراف" لم يسمها، وإن كانت معروفة لدى غالبية الشعب التونسي والمراقبين وحتى الرئيس نفسه، تحاول توظيف المؤسسة الأمنية لصالحها، مشددا على ضرورة عدم خضوع المؤسسة للتوازنات السياسية.
وأكد على ضرورة تحييد الوزارة الأمنية من كل الضغوطات أو الاختراقات، ملمحا في خطابه إلى ما كشفه عدد من الفاعلين في تونس عن وجود اختراقات إخوانية للمؤسسة الأمنية.
أمام دعوات حل البرلمان، أكد سعيد في جملة وجهها لأنصاره خلال جولته: "لن أترك الشعب التونسي لقمة سائغة لهؤلاء "، وسط هتافات تنادي بضرورة محاسبة الغنوشي على جرائمه التي أرهقت الدولة، وأغرقت ساحاتها في التهديدات الإرهابية المتواصلة.
مصادر مطلعة من قصر قرطاج، أفادت بأن محمد عبو الوزير السابق في حكومة إلياس الفخفاخ، والمناهض للإخوان، في طريقه لتولي إدارة الديوان الخاص لقيس سعيد.
عبو، الذي تقدم بشكوى ضد حركة النهضة الإخوانية بتهمة تبييض الأموال وتلقي أموال غير قانونية من الخارج، يمثل أحد الأذرع الأساسية في حرب سعيد ضد الإخوان.
المصادر نفسها أوضحت أن مدير الديوان الجديد سيتولى ملف مكافحة الفساد السياسي، وفتح الملفات الخاصة بتهريب الأموال وعمليات تمويل الأحزاب في البلاد، استنادا إلى تقرير محكمة المحاسبات في تونس التي فضحت تمويلات مشبوهة لحركة النهضة خلال انتخابات 2019.
ويبقى حل البرلمان المطلب الأساسي الذي ينتظره معظم التونسيين، وهو شعار اكتسح تقريبا جميع التحركات الشعبية التي عرفتها مختلف المحافظات التونسية بالفترة الأخيرة.
تعليق