السبت، 24 ديسمبر 2022

مناورة إخوانية لتضليل الحكومة البلجيكية

شعار تنظيم الإخوان المسلمين
شعار تنظيم الإخوان المسلمين

 فشل تنظيم الإخوان المسلمين في تضليل السلطات البلجيكية عبر نقل نشاطاته إلى الأحياء الغنية، مبتعداً عن حاضنته الأساسية وهي المناطق الشعبية.



وعززت السلطات البلجيكية من جهودها مؤخراً على إثر تزايد إنشاء جمعيات تُروّج لفكر تنظيم "الإخوان" في الأحياء الغنية في العاصمة ومُدن أخرى، وذلك بعد أن كان نشاط التنظيم الإرهابي يقتصر على الأحياء الشعبية، خاصة في مولينبيك المنطقة التي برز اسمها مع هجمات باريس 2015 وبروكسل 2016.



ووفقاً لما كشفته مجلة "ماريان" الإخبارية الأسبوعية الفرنسية عن اختباء منتدى المنظمات الأوروبية المسلمة الشبابية والطلابية، التابع للإخوان، في أحد مباني حي بستوني في العاصمة البلجيكية، وهو الاتحاد المكون من (33) منظمة من (20) دولة أوروبية تدّعي أنّها "صوت الشباب المسلم في أوروبا"، وسبق أن تصدّر عناوين الصحف نهاية العام الماضي إثر تنظيم حملة للترويج للحجاب في أوروبا، وهو ما استدعى تدخل الطبقة السياسية في فرنسا بشكل خاص.



ورغم نفي منتدى المنظمات الأوروبية المسلمة الشبابية والطلابية، تؤكد بروكسل أنّ انتصار خريجي وهي ابنة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية، هي من كانت ترأس الاتحاد المذكور، وهو ما يؤكده مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن وخبير الشبكات الإسلامية لورنزو فيدينو، من أنّ المُنتدى يُعتبر "انبثاقاً شاباً" لمجلس مسلمي أوروبا الإخواني.



ويُعتبر منتدى المنظمات الأوروبية المسلمة الشبابية والطلابية أحد أبرز وسائل الإخوان لتنفيذ استراتيجية التغلغل في المُجتمع الأوروبي، وذلك بالإضافة للمُنتدى الأوروبي للنساء المسلمات، والتجمّع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، الذي تغير إلى مُسمّى تجمع مناهضة الإسلاموفوبيا في أوروبا، بعد حظره من قبل وزارة الداخلية الفرنسية لينتقل إلى العاصمة البلجيكية بروكسل.



وترى الاستخبارات البلجيكية أنّ تنظيم الإخوان هو المنظمة الأم لجميع الحركات الإسلامية المتطرفة والمنظمات المختلفة المدرجة في الكثير من الدول على قائمة الإرهاب، وذلك على الرغم من التساهل الملحوظ في مواجهتهم مُقارنة بما تقوم به السلطات الفرنسية.



ورغم أنّ السلطات البلجيكية تحركت في العام 2022 ضد القيادي الإخواني محمد إمام أحد مساجد مولينبيك توجاني الذي اشتهر بتشدده ومن أكثر الأئمة نفوذاً في بلجيكا، إلا أنّه كان من اللافت أنّ الإمام المغربي حسن إيكويسن الذي أصدرت وزارة الداخلية الفرنسية أمراً بطرده، لم يجد أفضل من الأراضي البلجيكية للهرب إليها. كما أنّ الداعية اليمني السلفي عرفات بن حسن المحمدي المُتهم بالإدلاء بتصريحات مُعادية للغرب والنساء واليهود والمسيحيين، والذي منعته فرنسا من دخول أراضيها في كانون الأول (ديسمبر)، كان قادماً من مولينبيك البلجيكية إحدى مراكز الإسلام الراديكالي في أوروبا، بعد أن شارك في مؤتمر هناك لنشر أفكاره وأطروحاته. 



وسبق للاستخبارات البلجيكية أن تصدت لقضية إحسان حواش، الناشطة المجتمعية من أصل مغربي، التي تم تعيينها في منصب مفوضة الحكومة لدى معهد المساواة بين النساء والرجال، لكنّها أجبرت على الاستقالة بعد الكشف عن اتصالاتها الوثيقة بتنظيم الإخوان.



 وأكدت الاستخبارات أنّ هذه الاتصالات بين الإخوان وحواش جزء من استراتيجية أوسع للإخوان للتأثير على النقاش العام وصنع السياسات من خلال تطوير علاقات جيدة مع الأشخاص المؤثرين في مختلف دوائر المجتمع والطبقة السياسية.



هذا، وكانت المخابرات الأوروبية قد أصدرت مؤخراً تحذيراً غير مسبوق من تسلل خلايا الإخوان المسلمين إلى داخل المجتمع في القارة العجوز، ومحاولتهم التأثير في الرأي العام والوصول التدريجي للعديد من المناصب الحكومية والبرلمانية في دول الاتحاد الأوروبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق